سجّل الآن

الرئيسيـــــةمن نحنقصص أملمعرض الصورEn
طب وصحة - مصر - 20/02/2018
"بيونيك ليمبس".. فريق من الشباب يوفرون أطرافاً صناعية للمحتاجين بكلفة رخيصة

بدأ بلال اسماعيل صناعة الأمل من سؤال: كيف تجعل شيئاً مكلفاً جداً وغير متوفر متاحاً لكل من يرغب وبسعر معقول جداً؟

قد يكون السؤال عادياً، لكن الإجابة عنه تكشف شغف صاحبه بصناعة فرق كبير في حياة الناس والمجتمع.

بلال مهندس معدات طبية، شارك في تأسيس شركة "بيونيك ليمبس" في القاهرة لتصميم وصناعة الأطراف الصناعية، مدفوعاً في الأساس بهاجس أساسي: إحداث تغيير جوهري في حياة فئة من الناس وبأقل قدر من التكلفة. انضمّ له مجموعة من الشباب الطموحين الذين قاسموه الحلم والرغبة في إحداث فرق، وذلك من خلال تصميم وصناعة أطراف صناعية تعويضية غير مكلفة؛ والأهم أنها عملية، ومتينة، وسهلة الاستخدام والحركة. هذه الأطراف المبتكرة تستهدف بالدرجة الأولى العمال الذين يتعرضون لحوادث وإصابات عمل قد تتسبب في بتر أطرافهم، ولا يملكون كلفة تركيب طرف صناعي. مثل هذه الحوادث قد لا تقعدهم عن العمل فقط، وإنما قد تجعلهم يقضون ما تبقى من حياتهم عاجزين عن القيام بأي عمل أو نشاط بديل، بالنظر إلى الكلفة العالية للأطراف الصناعية التقليدية المتوفرة حالياً في سوق المعدات الطبية.

بدأ فريق بلال في "بيونيك ليمبس" بتصميم يد صناعية متطورة الحركة من خلال تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي لا تحتاج إلى إلكترونيات. وحرصاً من الفريق على الوصول إلى أكبر عدد من ذوي الإعاقة، تم تحويل المشروع إلى "مصدر مفتوح" Open source، بحيث يستطيع المستخدم تحميل التصميم وطباعته بنفسه أو الاستعانة بفريق "بيونيك ليمبس" للقيام بذلك.

يتطلع بلال وفريقه في "بيونيك ليمبس" إلى إيصال منتجهم مجاناً لكل شخص يحتاج إليه في العالم، مع التركيز على قارة أفريقيا التي تسجل فيها نحو 80% من الإصابات التي تتسبب في فقدان أطراف الجسم. لكن ثمة عقبة تحول دون تطوير المنتج وتوسيع دائرة الاستفادة منه، تتمثَّل في عدم توفّر التمويل الكافي، فالمشروع يعتمد على التمويل الخاص ما يحدّ من آفاقه.

أما الحلم الأكبر بالنسبة لبلال، فهو إقامة مؤسسات صغيرة في المدن والقرى بحيث يتم تدريب عدد من العاملين فيها على أخذ مقاسات الأطراف بدقة واستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، لتكون هذه الأطراف متاحة لمن يحتاجها.

يقول بلال في هذا الخصوص: "نؤمن بالحكمة القائلة إنه إذا أعطيت رجلا سمكة فسوف تسدّ جوعه ليوم، أما إذا علّمته كيف يصطاد فسوف تطعمه مدى الحياة". وعليه، فإن الأمل الذي يصنعه فريق "بيونيك ليمبس" أوقع أثراً، وحتماً يصنع فرقاً يدوم أطول، ليس لأنهم يساعدون الآخرين في الحصول على أطراف بديلة فقط، وإنما لأنهم يساعدون الناس في المجتمعات الأقل حظاً على العمل، فيخدمون أنفسهم ويخدمون غيرهم.

اصنع أملاً... اصنع فرقا