في العام 1966، أبصرت ويس سكينة النور في بوتليليس، إحدى بلديات ولاية وهران بالجزائر لتشق طريقها في مهنة بناء الأجيال. هي زوجة وأم لأربع بنات لم يمنعنها عن أداء واجبها الإنساني، بل منحنها المزيد من الإصرار لمساعدة الآخرين، فمدت يدها لتساعد تلاميذ هم بحاجة لدعم تربوي وتعليمي متميز.
امتهنت سكينة التي تعمل أستاذة في مادة علوم الطبيعة والحياة بمتوسطة 19 مارس، صناعة الأمل من خلال مساعدة الطلبة عبر إعداد وتوزيع ملخصات موجزة في مادة العلوم لكافة التلاميذ المقبلين على امتحان شهادة التعليم المتوسط، حيث توفر هذه الملخصات المعلومات المطلوبة بشكل مختصر وسهل. كما عملت سكينة على إعداد تمارين نموذجية وحلها مع التلاميذ لضمان إكسابهم أكبر قدر من المعلومات يؤهلهم لتجاوز المرحلة التعليمية بنجاح.
وكثيراً ما تجاوزت سكينة ساعات العمل الرسمية لتقوم بمراجعة عامة للمادة خارج نطاق التدريس حتى يتسنى للغائبين استدراك الدروس الضائعة التي فاتتهم نتيجة لمرض أو ظروف قاهرة وبما يضمن مواكبة أولئك الطلبة لأقرانهم.
وبعيداً عن جدران قاعات الدراسة وأسوار المدرسة، فتحت سكينة أبواب منزلها لتشرف على تدريس أحد الطلبة المعتل بمرض سرطان الدم، هذا المرض الخبيث الذي ألقى بظلاله على الطالب المسكين وجعل مقعده شبه شاغر على مدار العام الدراسي؛ فالعلاج الكيميائي قد يعطيه أملاً في الحياة ولكن بعيداً عن الكتب والعلوم. وهنا لم يفقد الطالب الرغبة في الاستمرار والكفاح، كما قامت سكينة بدورها كمعلمة وأم لتعطيه دروساً استثنائية تمكنه من قهر مرضه، وتعطيه أملاً في استكمال حياته لما بعد التعافي.
وبعيداً عن الطلبة، كانت سكينة أداة عون لزميلاتها الجدد، مقدمة للجديدات منهن خاصة الدعم النفسي والمعنوي.
أن تكون معلماً هي شهادة كافية لتزرع الأمل مع كل شعاع نور ينبثق في صباح يوم جديد. فكيف الحال عن الحديث عن أم وزوجة وصديقة ومبدعة في حقل هو وحده يمكن أن يخرج البلاد والعباد من عتمة الجهل إلى مدارك المعرفة ونور الخير والرخاء؟!
اصنع أملاً... اصنع فرقا