قد يستهزئ البعض بفكرة بسيطة، ولكن قد تكبر هذه الفكرة ليتمنى الجميع لو أنهم تبنوها منذ بداياتها. هكذا وصفت سمية محمد الميمني مشروع "ادفع دينارين واكسب الدارين" الذي أطلقته بين طلبة جامعة الكويت كمشروع شبابي تعليمي تطوعي عالمي.
البذرة كانت مقالة صحفية كتبتها الميمني عندما كانت طالبة، دعت من خلالها طلبة الجامعة أن يساهموا شهرياً بدينارين فقط لبناء المدارس للفقراء حول العالم. فئة قليلة شجعت الفكرة وآمنت بها. وعندما عرضت سمية المشروع على أكبر مؤسسة خيرية في الكويت، وهي الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية التي تبنت الفكرة ودعمتها لوجستياً، انطلق المشروع فعلياً في 10 أكتوبر 2010 بجهود تطوعية شبابية عملت على غرس مفهوم "قليل دائم خير من كثير منقطع".
منذ إطلاق المشروع، بدأ الشباب في دولة الكويت ينضمون إليه بأعداد كبيرة ويساهمون بشكل شهري ثابت بمبلغ دينارين، وبدأ العمل على تنفيذ رؤية المشروع بإنشاء 5 مراكز تعليمية في 5 قارات مختلفة في العالم خلال 5 سنوات. وكانت رسالة المشروع تقديم أول نموذج خيري فريد من نوعه من قبل شباب الكويت لطلبة العالم.
ونجح المشروع في إنجاز معهد الدارين في الصين الذي يضم 900 طالبة، وثلاث مدارس من مدارس الدارين في إندونيسيا تضم 1100 طالب وطالبة، ومدرسة الدارين بالسودان التي تضم 500 طالبة. ويجري حالياً العمل على إنجاز مدرسة الدارين السادسة في جمهورية ألبانيا والتي ستكون مخصصة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
تسمية المدارس والمعاهد بالدارين جاءت لتعكس توجه المتطوعين بعمل يكسبهم خبرات ومهارات في الدنيا والأجر للآخرة. والمتبرع يعطي ليبارك الله له في ماله بالدنيا ويكسب الثواب في الآخرة. والمشروع اليوم يضم عشرات الشباب الذين آمنوا بالعمل الانساني والتطوعي بعيداً عن الجمود والتقليد.
كما أن الشباب المشاركين في هذا المشروع، وأغلبهم من طلبة الجامعة، أبدوا همة عالية وطموحات كبيرة بغية تعليم الفقراء والأيتام. وخلال الأعوام السابقة عملت سمية الميمني التي تتولى حالياً مسؤولة العلاقات العامة في مكتب العمل التطوعي والإغاثي للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية على تنظيم العديد من الرحلات الخيرية لوضع حجر الأساس لمدراس الدارين وافتتاحها، إلى جانب تقديم دورات وورش عمل تدريبية لطلابها من خلال فريقها التطوعي.
واليوم ظهر جلياً بأن بضعة مئات آلاف من الدنانير التي جمعت خلال السنوات الماضية عبر طلبة الجامعات أكدت غلبة الخير وتنامي مشاعر المحبة والأحاسيس الإنسانية بمعاناة الآخر، وكرست مفهوم التعاون الإنساني من خلال النظر إلى أحوال الفقراء والمحتاجين. وأكدت بأنه لا يأس مع الحياة. فالأمل موجود دائماً في قلب وعقل كل مؤمن بغد أفضل.
اصنع أملاً... اصنع فرقا