في بعض مناطق مصر، يعاني عدد كبير من الأطفال حديثي الولادة من مشكلات صحية بعد الولادة مباشرة قد تودي بحياة البعض منهم أو قد تلحق بهم أضراراً طويلة الأمد، وذلك جرّاء نقص المعدات الطبية للأطفال "الخدج"، وعلى رأسها الحاضنات أو عدم توفر غرف عناية مركزة معدة خصيصاً للمواليد في أسابيعهم الأولى.
أبو بكر أحمد، أحد المسؤولين في مركز رعاية الاطفال و حديثي الولادة الجديد بالأقصر، طرح مبادرة إحياء (وحدات رعاية الاطفال وحديثي الولادة) بالمجان، حيث تبنى الفكرة حين شاهد كيف يموت بعض الأطفال أمام أعين ذويهم ممن يعجزون عن توفير مبلغ يقارب 1200 جنيه مصري في اليوم الواحد لوحدات رعاية الاطفال و حديثي الولادة.
وبفضل مساعدة أيادي الخير الممتدة، نجح أبو بكر ومن معه من المتطوعين في توفير وحدات رعاية الاطفال وحديثي الولادة وأجهزة طبية لإنقاذ الأطفال، بتكلفة وصلت إلى مليون ونصف المليون جنيه، حيث تمكنوا بواسطتها من إنقاذ 450 طفلاً خلال أقل من عام. اليوم، توفر المبادرة 30 وحدة رعاية للاطفال وحديثي الولادة، حيث يأمل أبو بكر أن يتضاعف عدد هذه الوحدات بجهود أهل الخير وعطاء آلاف الناس الذين يحملون مشاعر إنسانية جياشة، وذلك للمساهمة في إنقاذ آلاف الأرواح من الأطفال وغرس الأمل في نفوس الآباء، الأمر الذي يعزز التكافل المجتمعي ويكرس قيم الخير.
وكما تبرع أحدهم لإنقاذ هؤلاء الأطفال، فإن الصغار حين يكبرون سيبادرون هم أنفسهم بزرع بذار الأمل لدى الآخرين، والمساهمة في توفير حياة أفضل لمن حولهم، فالأمل سلسلة طويلة من العطاء المتواصل.
اصنع أملاً... اصنع فرقا