أن تمدَّ حبل نجاة لمريض فتخفِّف من معاناته أو تخفف من معاناة ذويه هو أسمى آيات العطاء. هذا ما تعكسه تجربة عائشة الشامسي مديرة "مركز رأس الخيمة للتوحد"، الذي تأسس في العام 2006 بجهود مجموعة من المتطوعين من أبناء إمارة رأس الخيمة لاستقبال الأطفال المصابين بالتوحد، والذين لا يوجد مركز متخصص في الإمارة يمكن أن يستوعب احتياجاتهم.
تبنت الشامسي فكرة إنشاء المركز عندما سمعت نداء استغاثة في أحد المنتديات برأس الخيمة من أم لديها طفلة مصابة بالتوحد ولا تعرف أين تلجأ ولمن؛ فتواصلت الشامسي، التي كانت عضواً في المنتدى، مع الأم وقررت أن تبادر بالتواصل مع عدد من المتطوعين وأصحاب الخير لإقامة مركز يستوعب أطفال الإمارة المصابين بهذا المرض الذي تنعكس تبعاته على جميع أفراد أسرة المتوحد، خاصة الأب والأم.
تقول الشامسي إن المركز تعرض لخطر الإغلاق أكثر من مرة، بسبب عجز التمويل، حيث اضطرت إلى أن تقترض مرتين لتسديد التزاماته المادية. وعلى الرغم من أنّ رعاية الطفل المتوحد تكلف ما لا يقل عن 60 ألف درهم سنوياً، إلا أن المركز لا يتقاضى من أولياء الأمور سوى ربع المبلغ. وهناك من لا يستطيع تحمل حتى الكلفة الرمزية للعلاج، فيتم التواصل مع جهات خيرية في الدولة لتحمل الكلفة، أو قد يقوم المركز بإسقاط هذه الرسوم عن المحتاجين تماماً، الأمر الذي أحاله في كثير من الحالات إلى "مؤسسة خيرية".
يضم المركز، وهو مركز تأهيلي تخصصي غير ربحي "شبه تطوعي"، 20 طفلاً من المصابين بالتوحد، وهناك أكثر من 20 آخرين على قائمة الانتظار، بسبب عدم توفر الإمكانيات لاستيعاب المزيد من الأطفال، نظراً لصغر مساحة المبنى وعدم توفر الميزانية لتوظيف المزيد من المختصين لعلاج وتدريب الأطفال.
لقد أضاءت عائشة شمعة أمل، وساهمت مع جهود الخيريين من أبناء مجتمعها في جعل الحياة أفضل للعشرات من الأهالي وأبنائهم، وتأمل أن تظل هذه الشمعة متوهجة.
اصنع أملاً... اصنع فرقا