أنس الشهاب شاب سوري يبلغ من العمر 33 عاماً، أسس مبادرة "رزق" لتشغيل السوريين كأول مؤسسة سورية في دول اللجوء (تركيا) تهتم بإيجاد وخلق فرص عمل للسوريين وتأهيلهم مهنياً. انطلقت المبادرة بشكل فردي في نهاية العام 2013 وبإمكانيات تكاد تكون معدومة، فيما عدا الإصرار والإيمان بقدرات السوريين على إعادة بناء أنفسهم ومساعدتهم في كسب عيشهم بطريقة كريمة.
في منتصف العام 2014، تطور العمل ليأخذ طابعاً مؤسساتياً منظماً، حيث كانت البداية من ولاية أورفا الحدودية في تركيا من خلال مكتب صغير يقوم على استقبال المراجعين من باحثين عن عمل وجهات توظيف وتشغيل بشكل مباشر. ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، استطاعت "رزق" توظيف ما يزيد على 7350 شاباً وشابة في عدة مجالات علمية ومهنية مختلفة، وأصبح لها فروع متعددة في كل من إسطنبول وأورفا وغازي عنتاب.
ويعمل الشهاب ومن معه من شباب مؤمن بغد أفضل على افتتاح فروع أخرى للمؤسسة مما سيكون له أثر ايجابي واضح على السوريين اللاجئين والنازحين.
ومن استقبال طلبات التوظيف من الجهات الباحثة عن عمل وتلقي عروض التوظيف من الجهات المشغلة، إلى إجراء المسوحات الميدانية الدورية ضمن سوق العمل لمعرفة الحاجات المستجدة، وتحديث قاعدة البيانات الرئيسة، وصولاً إلى تأهيل السوريين علمياً ومهنياً، من خلال إيفادهم للالتحاق ببرامج تدريبية وورشات عمل تنظمها المؤسسة أو أحد شركائها، شكّلت "رزق" عوناً لآلاف السوريين الذين يعانون ظروفاً اقتصادية وإنسانية صعبة للغاية، وكانت سنداً خفّف من ألم مصابهم ومحنتهم وأسهمت في تحويل نظرتهم للحياة من حالة اليأس إلى الأمل.
ومنذ انطلاقها، نجحت "رزق" في الإسهام برفد سوق العمل التركية بأيدٍ عاملة خبيرة ومدرّبة. وما يميز "رزق" عن سواها من المبادرات المهنية التي تأخذ طابعاً إنسانياً أنها تعدّ أول مؤسسة سورية تهتم بتأهيـــــل وإيجـــــاد فرص عمـــــل للســــوريين في تركيا. وتضم المؤسسة طاقــــم مندوبيــــن ميدانيين في الســــوق التركية والفعـــــاليات السورية للتواصل المباشر مع الجهات المشغلة؛ إلى جانب اعتمادها التوثيـــــق الكــــامل لجميع أعمـــالها، كما تقــــــوم بدور استشـــاري لامتلاكها قـاعدة بيانات متكاملة عن الأنشطة الاقتصادية في تركيا. وأخيراً تعمل المؤسسة على افتتاح مشاريع مشتركة بين رجال الأعمال السوريين والأتراك، وتدعم الشراكة الاقتصادية بينهم.
ويرى أنس الشهاب بأن "رزق" باتت ضرورة ملحة للسوريين نظراً لحاجة الشعب السوري في هذه المرحلة والمراحل المقبلة إلى إعادة بناء الإنسان وتمكينه اقتصادياً من خلال إيجاد فرص عمل تؤمن له الحياة الكريمة. وتتمحور رؤية "رزق" حول تأهيل العمالة السورية وَشغيلها واستثمار الكفاءات العلمية والمهنية، وكذلك، تسعى لتمكين السوريين من تحقيق الاكتفاء الذاتي في كسب رزقهم وعدم اعتمادهم على المساعدات وتأهيلِهمْ لبناءِ سوريا المستقبل.
اصنع أملاً... اصنع فرقا