الصدفة كانت وراء تأسيس "جداريات"، كفريق تطوعي هدفه نشر الجمال. كان سليمان الروضان في طريقه لحضور اجتماع عمل في أحد المباني الحكومية في الكويت، حين لاحظ عبارات غير لائقة على المبنى التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل؛ فالتقط عدة صور للجدار المشوّه ونشرها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركة الناس آراءهم بهذه الظاهرة، فتواصلت معه وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح بهذا الخصوص للتحقق من الموضوع، واقترحت عليه أن يؤسس فريقاً تطوعياً يتألف من شباب موهوبين بالرسم على الجدران لتزيين المبنى ومبانٍ أخرى، وهذا ما حصل.
انطلق فريق "جداريات" التطوعي في شهر يناير 2016، بهدف تزيين الجدران المهملة والمُساء استغلالها وتقليل التلوث البصري في بيئة الكويت العمرانية وإضافة قيمة جمالية إلى الأماكن العامة، بالإضافة إلى تشجيع الإبداع والفن وتشجيع الشباب للانخراط في هذا النشاط الإبداعي، وإتاحة الفرصة للشباب لممارسة هواياتهم وإبراز مواهبهم وإبداعاتهم الفنية.
مشاريع عدة نفذها فريق "جداريات" من خلال مجموعة من الفنانين الموهوبين الذين يعملون تطوعاً دون مقابل، إيماناً منهم برسالة العمل كقيمة تعزز مكانة دولتهم الحضارية، عبر رسم وإبداع لوحات تحول شيء مسيء إلى قيمة جمالية.
لا يهدف مشروع "جداريات" إلى تكريس قيم الجمال في المدن الحديثة فقط، وإنما تعزيز ثقافة العمل التطوعي والمساهمة في تحسين البيئة وتجميلها على نحو يجعل المجتمع مكاناً لحياة أجمل وأرقى.
حتى اللحظة، نجح فريق "جداريات" في تنفيذ عدة مشاريع فنية أحالت العديد من المباني في الكويت إلى لوحات نابضة بالجمال، وبعضها أصبحت علامات فارقة، وسط تشجيع الناس ودعمهم لعمل الفريق، مع إعراب عدد كبير من الشباب عن رغبتهم في المشاركة في المشروع، سواء كانوا فنانين محترفين أو هواة أو حتى أشخاص عاديين يمكن أن يشاركوا في أعمال الصباغة الأولية.
يطمح "جداريات" إلى أن يضع بصمته في كل مكان وكل جدار، مدفوعاً بشغف كبير لنشر رسالة الجمال... فالجمال وجهٌ آخر للأمل والسعادة، وصناعة الجمال هي بوجه من الأوجه صناعة الأمل.
اصنع أملاً... اصنع فرقا