سجّل الآن

الرئيسيـــــةمن نحنقصص أملمعرض الصورEn
بيئة - عمان - 07/03/2018
فريق وهج التطوعي في عُمان يكرس ثقافة التحول نحو الطاقة المتجدّدة في خدمة المجتمع

شهدت سلطنة عمان في شهر يونيو من العام الماضي 2016 ولادة فريق صغير في حجمه، عظيم في طموحه وكبير في عطائه؛ فريق مكون من مجموعة من الموظفين الشباب، اتحدوا ليغيروا حياة الناس نحو الأفضل في بعض مناطق سلطنة عمان من خلال إدخال مفهوم الإنارة بالطاقة الشمسية إلى المناطق النائية.

فريق وهج التطوعي بدأ رحلته عبر مسابقة داخلية في مقر عملهم حفزتهم للتوجه إلى مجتمعهم كمتطوعين. وانطلقوا منها لينشروا مفهوم الحياة العصرية المحافظة على البيئة، وأدخلوا مفهوم الإنارة بالطاقة الشمسية إلى المناطق البعيدة، ليوصلوا رسالة بأن الإنارة لم تعد حكراً على بيوت تصلها خطوط الكهرباء، بل أصبحت شمسنا قادرة على إضاءة سواد ليل دامس بعد يوم نهار ساطع.

فريق وهج التطوعي بدأ عمله بترويج ضرورة استغلال الطاقة البديلة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المتجددة) لتوفير الكهرباء لتلك المناطق التي لا تصلها. لقد أراد الفريق أن يكون رائداً باستغلال الطاقة البديلة في بلاده، وكان له ذلك.

بدأ الفريق بإنارة بيوت الله كمرحلة أولى، وتم اختيار عدد من المساجد التي تخدم المناطق الجبلية. وكانت البداية مع بلدة "قلهات" الواقعة في ولاية صور التابعة لمحافظة جنوب الشرقية في سلطنة عمان، ويقدر عدد سكانها بـ 1123 نسمة، حيث استهدف الفريق أحد المساجد الواقعة في الطريق الجبلي الذي يربط بعض القرى، وعلى مدار يومين متتاليين قام شباب الفريق بتحويل وهج الشمس ليصبح شعاع إيمان لعشرات المصلين. ولم يكتف الفريق بذلك بل قام بترميم المسجد وصيانته من صبغ وتأثيث وتركيب للنوافذ وصيانة الملاحق.

ولقي العمل التطوعي الملهم الذي قام به فريق "وهج" تفاعل المواطنين في تلك المنطقة، فقاموا بمد يد العون للفريق لينجحوا في تحويل المبادرة إلى ثقافة مجتمعية.

"وهج" فريق عماني يافع ذو نظرة مستقبلية يعي بأن العالم اليوم لن يكون كما هو بعد عقد أو عقدين من الزمان؛ فالطاقة المتجددة وخصوصاً الشمسية منها باتت محور اهتمام العديد من الشباب، وأصبحت تشكل أملاً لديهم قبل الحكومات في خفض النفقات وحماية البيئة والحفاظ على كوكبنا لنورثه إلى الأجيال القادمة. ويرى الفريق بأن توفير الطاقة الكهربائية يعتبر أمراً حيوياً للمناطق الجبلية البعيدة التي تواجه عوائق عدة كصعوبة تنفيذ مشاريع البنية التحتية فيها، كونها مكلفة للغاية وتتطلب الكثير من الوقت والجهد. كما أن معظم شركات الكهرباء التي تمد هذه المناطق بالطاقة الكهربائية تستخدم مولدات تعمل بوقود الديزل والذي يعتبر أحد العوامل المساهمة في التلوث البيئي.

"وهج" ليس مجرد اسم لأعضاء الفريق، بل هو رمز لمعانٍ كثيرة لدى شباب حالم بغد أفضل، فهو اسم يعكس مفهوم الضوء الذي قد يغيب عن جبال وصحاري تفتقد الإنارة الليلية ما يجعل من الصعب بالنسبة لعدد كبير من الناس الوصول إليها، فما بالك بالعيش فيها. ففي مجتمعنا هناك من يستسلم ويرى المستقبل مستحيلاً، وهناك من يتمسك بالأمل بل ويسهم في صناعته، وفريق "وهج" يحلم بتوسيع نشاطه للوصول إلى أكبر قدر من المناطق النائية ونشر النور فيها.

اصنع أملاً... اصنع فرقا