محمود ولد إدوم أب، شاب موريتاني من مواليد 1982، تحدى الموروثات الاجتماعية وقرر نشر الأمل والإبداع في التعبير والفن والثقافة في مجتمعه عن طريق السينما والأفلام، وهي التي كانت تعتبر (تابو) في المجتمع الموريتاني لفترة طويلة، وفناً سيء السمعة يصعب تقبله بين الموريتانيين.
شغفه بالفن والثقافات المختلفة، وإيمانه برسالة الفن وتأثيرها الإيجابي على المجتمع والشباب خصوصاً، دفع محمود في العام 2002 إلى تأسيس دار السينمائيين مع مجموعة من السينمائيين الموريتانيين، ليبدأ مشواره الفني التطوعي الطويل؛ فأطلق برامج مجانية في التمثيل والإنتاج وتقنيات البث، وراح يجوب البلاد، على الإبل أحياناً، للوصول إلى سكان الأرياف والبدو الرحل لعرض الأفلام وإقامة الورش التدريبية في محاولة لنشر الوعي بأهمية ثقافة السينما والفنون المختلفة.
ساهم محمود بإطلاق 7 دورات من مهرجان نواكشوط الدولي للسينما، ودرب 200 شاب حول "إدارة المشاريع والمؤسسات الثقافية"، و370 حول صناعة الأفلام، و70 حول ثقافة التطوع.
لم تمنعه المعارضة الشديدة من قبل المجتمع في بداياته عن متابعة مسيرته بنشر ثقافة الفن والجمال والتسامح والحب، بل زادته إصرار وشغفاً. ويعتبر محمود أنه كسب الرهان، حيث ارتفع عدد رواد مهرجان نواكشوط الدولي للسينما من 30 شخصاً في دورته الأولى إلى 3000 شخص في دورته السابعة.
ولأن الفن يدعو للعطاء والمحبة وهو جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع وهويته، لم يتوان محمود عن نشر ثقافة التطوع في مجتمعه من خلال مشاركته وتنظيمه للعديد من حملات التوعية والتطوع حول البيئة والثقافة ومرض نقص المناعة وسرطان الثدي وغيرها.
اصنع أملاً... اصنع فرقا